الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث المدونة لينا بن مهني تقدم شهادتها حول محاكمة المخرجة إيناس بن عثمان

نشر في  03 جانفي 2015  (18:28)

قدمت المدونة لينا بن مهني شهادتها حول محاكمة المخرجة المسجونة إيناس بن عثمان معبّرة عن تضامنها معها. وكتبت شهادتها كالآتي: "وأنا اجلس في قاعة الجلسة عدد 2 بالمحكمة الابتدائية بأريانة لمتابعة جلسة محاكمة السينمائية ايناس بن عثمان والتي تقبع في سجن منوبة منذ اكثر من 10 ايام بتهمة هضمجانب موظف اثناء أدائه لعمله في قضية لفقت لها و تمت فبركتها من قبل من كانوا الخصم و الحكم فيها، عادت بي الذاكرة الى القاعة عدد 2 بالمحكمة الابتدائية بتونس وبالتحديد الى جلسة حضرتها منذ 5 سنوات خلت... 
تشابهت الجلستان وتطابقت تفاصيلهما وما اختلفت سوى التهمة فبعد ان كانت التهمة المحبذة لديهم لإسكات الأصوات الصادحة بالحق هي السكر والعربدة والتشويش في الطريق العام والاعتداء على الأخلاق الحميدة، أصبحت التهمة ال standard هي هضم جانب موظف اثناء أدائه لعمله وما هذا الموظف في اغلب الحالات سوى عون أمن بريء او ملاك سلم و سلام يسهل هضم جانبه شاءت الاقدار ان يرتدي زي البوليس.

يومها كان عدد المحامين كبيرا كما كان عليه اليوم. يومها هبوا متطوعين لمناصرة طالب لفقت له التهم و عذب لانه تجرا على الإدلاء بحوار صحفي عن الوضعية الحقيقية للبلاد التونسية تحت حكم الدكتاتور.. اليوم هبوا متطوعين لأنهم آمنوا ببراءة أم فتاة الـ5 سنوات التي شوه ملائكة مركز حي النصر سيرتها واعتدوا على عرضها مما ينسب اليها...

يومها كنت ووالد الطالب المساندين الوحيدين له واليوم اختلفت الصورة بعض الشيء وكبر العدد وان لم يكن كما خلته فالمساواة تبقى دائما مساندة افتراضية تعوق تحولها الى مساندة حقيقية العوامل المناخية والبسيكولوجية وغيرها..

ذاك النهار كانت القاعة غاصة لا بأهالي المتهمين وعائلاتهم بل برجال شرطة بن علي فتابعت المحاكمة محاكمة ارهابي مخطر ولم يختلف الحال اليوم هؤلاء بزي مدني وأولئك بزي ملائكة الرحمة الرسمي.

يومها ابدع عبد الناصر وليلى وراضية و الهمامي وغيرهم في مرافعاتهم وقدموا الدلائل و القرائن و كذلك كان الامر اليوم أطنب الاستاذ الحجري في المرافعة في الثغرات الشكلية مطالبا بسراح ايناس وتحدث عن اعتماد هذه التهمة لإسكات الجميع وكذلك فعل الاستاذ الرداوي الذي اثبت بأدق التفاصيل بان المحاكمة غير قانونية وكانت مرافعته أشبه ما يكون بدرس في اروقة جامعة قانون... وواصل البقية ليلى فمفيدة فمنية فالهمامي فالزين فعبد الناصر فابدعوا وأقنعوا...

يومها ابتسم القاضي وفسح المجال للجميع ليترافعوا ومازح هذا وذاك وهكذا فعلت القاضية وهي تحاكم ايناس. يومها رفع الطالب راْسه عاليا وهو يمثل امام الرئيس وهكذا فعلت ايناس.. قلت تشابهت التفاصيل وتطابقت وخلت ان النتيجة ستكون مختلفة وان العدالة اختارت نزع زي التعليمات والموالاة وطهرت نفسها مما شابها من أوساخ و أدران و لكن هيهات... يومها صعقت بالحكم وما اختلف الحال هاته المرة... فكفانا شعارات جوفاء كفانا هراء كفانا حديثا عن إصلاح منظومة أمنية وعن تطهير قضاء ... فلنعترف اننا فشلنا في إصلاح ما فسد ولنحاسب أنفسنا وننطلق في مرحلة نقد ذاتي نحدد فيها أخطاءنا ونحاول إصلاحها... كفانا نفاق...

ايناس حرمت عائشة من أحضانك ليلة ابتدا العام الجديد ايناس عشت قر الزنزانة في ليلة عجزت فيها اجهزة التدفئة عن بث بعض من دفء في عظامنا حرمت الابنة والام والأب والحبيب ولكنك خضت وتخوضين وستخوضين المعركة برأس مرفوع و ستنتصرين وأنا اجلس في القاعة حيث تحاكمين سالت دمعة على خدي لا رأفة وشفقة على حالك بل اعجابا بوقفتك وبشموخك ورأفت بمن لفق لك التهمة ومن حاكمك بتعليمات لا علاقة لها بكل القوانين.

صبرا يا صديقتي صبرا فستنتصرين".